انتظرت عائلة صغيرة في نورداغي بتركيا وصول طفلها الأول بفارغ الصبر، وكان مليئًا بالأمل والإثارة. وكانت الأم تتطلع لرؤية وجه طفلها منذ أن علمت بحملها. تقدم الحمل بشكل طبيعي، وكانت الولادة لحظة فرح، إيذانا ببدء رحلة مليئة بالتحديات.
وخلال السنة الأولى من عمر الطفلة مرت كأي طفلة أخرى، ولم تظهر عليها أي علامات إعاقة، وبدت وكأنها طفلة سليمة وطبيعية. ومع ذلك، مع استمرار نموها وتطورها، لاحظت والدتها بعض الخصائص المميزة.
وهنا شعرت الأم بالخوف والقلق على ابنتها، إذ لم تكن هذه اللحظة إلا بداية رحلة طويلة من البحث عن الإجابات والحلول. البحث عن الإجابات قاد الأم من مستشفى إلى آخر، وكل زيارة كانت تعمق شكوكها وقلقها.
وكشف التصوير بالرنين المغناطيسي أن الشلل الدماغي أثر على قدرة الطفل على المشي بسبب نقص الأكسجين أثناء الولادة. بدأت رحلة الوالدين لمساعدة ابنتهما. وعلى الرغم من القيود المالية والزيارات المرهقة للمستشفى، إلا أنهم لم يستسلموا أبدًا. تبلغ الفتاة الآن أربعة أعوام، ولا تزال تواجه تحديات يومية بسبب إعاقتها. يسعى والداها لمساعدتها، لكن التقدم بطيء. وألحقتها والدتها بمدرسة علاجية متخصصة لتحسين قدراتها، لكن الأطباء قالوا إن الجراحة ضرورية حتى تتمكن من المشي.
لاحقاً، وخلال الزيارات الميدانية التي قام بها فريق سنيد، لتحديد احتياجات الأسر المتضررة من الزلزال، التقى الفريق بأسرة الفتاة لفهم وضعها بشكل أفضل. قام فريق سيند بسرعة بتقييم احتياجات الأسرة بينما شاركت والدتها التحديات التي تواجهها بينما كانت تراقب ابنتها، التي واجهت النمو السريع والإعاقة التي أثقلت كاهلها. ووصفت الأم شوق ابنتها للعب مع الأطفال الآخرين، على الرغم من تعرضها للإقصاء والتنمر من أقرانها بسبب إعاقتها. وقام الفريق بتسجيل الأسرة لدى "سوق سوسيال" للحصول على المساعدات الغذائية، وتوفير حفاضات تلبي احتياجات الطفلة، وتقديم ألعاب متخصصة لتحسين مهاراتها الحركية.
بالإضافة إلى ذلك، قدم الفريق مستلزمات النظافة والطعام، والأهم من ذلك، أنه بدأ خطة علاجية لحالة الطفل بمشاركة الوالدين. تم تحديد موعد مع طبيب أعصاب في مستشفى غازي عنتاب، مع مرافقة أخصائي الحالة للعائلة. وتم تقديم الأوراق للقبول من قبل البلدية، وتأمين العملية اللازمة.
وعبرت والدة الفتاة، التي امتلأت بالفرحة، عن امتنانها لهذا الدعم، قائلة: "لم أصدق عندما سمعت أن البلدية قبلت قضية ابنتي. ملأت دموع الفرح عيني، وأشعل الأمل من جديد في قلبي. أنا ممتن للغاية لرعاية وجهود الآخرين، فنحن لسنا وحدنا في هذه الرحلة، وأنا أنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي تستطيع فيه ابنتي الوقوف واللعب مع أقرانها.
مقتطفات من الأم:
“أرى ابنتي تجلس عند مدخل المنزل، تشاهد الأطفال الآخرين وهم يلعبون مع بعضهم البعض، وتناديهم ليشاركوهم في اللعب، لكنهم يتنمرون عليها ويسخرون منها ويقولون لها إنها غير قادرة على المشاركة بسبب من إعاقتها. وهذا يسبب لي ألماً كبيراً، نتيجة ما تعاني منه ابنتي، بالإضافة إلى المعاملة السيئة التي تتلقاها من الأطفال الآخرين، فإن إعاقتها تمنعها من الجلوس أو الوقوف بشكل صحيح. يجب أن أحملها معي في كل مكان، ولا أستطيع أن أتركها على الأريكة أو السرير لأن قدميها لا تسمح لها بالجلوس بأمان على الأثاث.
“ذهبنا مرة أخرى إلى أحد مشافي مرسين للاستفسار عن حالتها الصحية، وقال الطبيب إن عضلات ساقيها كانت متوترة بسبب التأثيرات على دماغها. وهي بحاجة ماسة إلى عملية جراحية تصحيحية في قدميها لتتمكن من المشي بشكل صحيح، لكن تكلفة العملية الجراحية للقدم الواحدة تبلغ 40 ألف ليرة تركية، وهو ما يتجاوز قدراتنا المالية.
"بصراحة لم أصدق عندما تلقيت خبر قبول أوراق ابنتي وحالتها من قبل البلدية، ملأت دموع الفرح عيني، ونبضات الأمل عادت إلى قلبي الذي انتظره طويلاً. لا أستطيع أن أصدق أن هناك أشخاصًا آخرين مهتمين بعلاج ابنتي، أشعر بالارتياح لأننا لسنا وحدنا في هذه الرحلة الصعبة، وأنا ممتن جدًا لرعايتهم وجهودهم، ولا أستطيع الانتظار حتى يوم العملية، أرى ابنتي تقف وتلعب مع الأطفال الآخرين".